لا توجد معاير معينة على أساسها يمكن الحكم على علاقة ما انها ناجحة او فاشلة او حتى عادية. فالعلاقات الانسانية تتنوع ولكل علاقة خصوصياتها.ولكن باعتقادي هنالك بعض الامور التي لا يمكن تناسيها او اهمالها. امور لها دور كبير بالمحافظة على تلك العلاقة الانسانية. ولكن للأسف الكثير منا يتجاهلها نسيانا او عمدا او جهلا. من أهم تلك الامور هو الاستماع بحماس للطرف الاخر.
من هو المحور؟ سؤال لابد ان نعرف اجابته قبل المضي في اي حديث. حتى نعلم ما هو دورنا, مستمعين كناام متحدثين.
دعونا جميعا نتخيل أنفسنا في هذا الموقف. عندما نحاول البوح عما في نفوسنا من هموم لشخص قريب جدا, في مكان هادئ و جميل, في الساعات الاخيرة من الليل, تلك الساعات التي تنفك فيها كل قيود الكتمان فيطلق عنان اللسان حتى يشعر المرء انه عاجز عن اخفاء اي سر.
وأثناء ذلك العصف من الاعترافات والشكوى, يحاول الطرف الاخر او المستمع بكل برود أعصاب بتغير اتجاه تيار الحوار. فيتحول من مستقبل الى راسل, من مستمع الى متحدث, فيبدأ بسرد موضوع مشابه لموضوع الشاكي الاول او المستمع الجديد. يبدو انه اثناء استماعه لشكوى رفيقه او صديقه او حبيبه قد تذكر موقف له مشابه لما يسمعه الان فقرر بكل أنانيةان يذكره ويتحدث عنه ليتحول هو الى محور الحديث.
اعزائي, من كان متحمس اثناء حديثه ولم تدعوه يخرج ما في جوفه, لن يستمع لكم بنفس الحماس ولن يهتم لما سوف تقولونه.
أعزائي, حين تستمعون فاستمعوا بكل حواسكم, وامنحوا ما تبقى من سويعات اليوم الاخيرةالى أحبائكم. فأحبائكم لا يكشفون الستار عن همومهم كل ليلة.
فلنعرف موقعنا من الحديث ان كنا مستمعين او متحدثين.و ان كنا مستمعين فلندع من يتحدث ان يتحدث حتى النشوة. فلندعه يتمتع بنعمة الكلام. الكثير الكثير يعجز عن الكلام الا لاشخاص معينين و في اوقات معينة. فلا تفسدوا عليهم تلك اللحظات المريحة